الاثنين، 27 مايو 2013

التعريف و الاهمية



بسم الله الرحمن الرحيم
     إذا أردنا أن نعرف الحقيقة، فنستطيع أن نقول بأنها:" الطريق الموصل"؛ و لتوضيح ذلك نقول: إنه لما نريد [كأس ماء]، فإن العقل يستطيع أن يأتي ببلايين الطرق التي يقول لك بأنها من الممكن أن تعطيك الماء، و لكن - و بحكم المعرفة السابقة - ستكون كلها خاطئة، و الصحيح هو طريقة واحدة فقط، هذه الطريقة ممكن تكون [ألف نوع] و لكنها كلها تجتمع على أنها طريقة صحيحة، باختصار هذه هي الحقيقة؛ فالحقيقة هي الطريق الموصل لـ.... هذه النقاط التي تراها أمامك تتيح لك أن تضع فيها أي شيء.
     إذا عرفنا الحقيقة فهذا يعني أن لها [أهمية بالغة]، و لعلي أرقم لك خمس فوائد استطعت أن أعرفها مع شيء من الإسهاب الأدبي على الأقل.
     فالحقيقة هي [سر السعادة]، و ذلك من منظورين: المنظور الأول: الطمأنينة؛ حيث أنك لما لا تعرف الطريقة الصحيحة - و كلنا يعرف أن الزمن لا ينتظرك - و أنك تعمل بلا طريقة صحيحة أو مضمونة، فإن القلق سينتابك و من ثم سيستفحل أن لم تحصل على الحقيقة.
المنظور الثاني: العمل المؤدي للسعادة؛ فلسعادة مقومات، هذه المقومات هي (حقائق السعادة)، فإذا كنت لا تعرف تلك الحقائق بتقصيل فإنك بتأكيد لن تحصل على السعادة طالما أنك لم تحصل على معرفة بالمقومات.
     الحقيقة أيضاً [مانعة للتفرق]، و قبل أن نبين ذلك أريد أن أرقم لك سطر أو سطرين في بيان [مغبة التفرق]، فالتفرق هو السبب في نشوء كل الكوارث التي كان الإنسان سبباً فيها، حتى تلك الكوارث الناجمة عن (إشعال عود كبريت بطريقة غير صحيحة)، كما أن (المعجزات البشرية) - على اختلافها - لم تكن لتقوم على كتف رجل واحد، و إنما قامت على مجموعة متحدة؛ فإذاً الاتحاد قوة و القوة من أهم الأمور التي نسير عليها في حياتنا الدنيا، كما أنها من أقوى الضمانات التي تجعل الأشياء الأخرى لا تأخذ من أوقاتنا شيئاً على الأقل!.
     أما ما دخل (معرفة الحقيقة / أو الحقيقة) في منع التفرق، فإن التفرق ينشأ بسبب [غياب الحقيقة]، حتى ذاك النوع الدونبهيمي من التفرق، سبب تقويته على الأقل هو (غياب الحقيقة)، فكون شخص دونبهيمي يريد أن يجع حوله الجموع ليستفيد منها في أغراضه الدونبهيمية، فإنه يحتاج إلى (تغييب الحقيقة) حتى يصدقه الناس، و حتى [فكرة اقتسام الكعكة] قد لا تكون محببة خصوصاً لما يكون بحاجة إلى (تخدير شعبي عاجل)!.
     الحقيقة أيضاً [مانعة للظلم]، و ذلك من ناحيتين: من ناحية إثبات الحقيقة للقاضي ليقتص من الظالم، و من ناحية الدفاع عنك عندما تتهم أمام القاضي!، و لذلك كان النظام القضائي يقوم على (الحقائق) عكس كثير من الأشياء التي من حولنا التي لا تقوم إلا بأطر و طرق ضيقة، فنجد اختيار الرئيس - مثلاً - يتم عن طريق (حلوق الناس) حتى ولو كان هناك أشخاص لهم مكانة علمية مرموقة قادرة على تعديل قلبت البلد التي يعيشها، و حتى لو كان الرئيس لا يهمه سوى القصر و الطباخين الموجودون هناك و غيرها من الملاذ!، قل مثل ذلك على (العلم التجريبي) فرغم أن العلماء يثبتون أن للآلات الاستكشافية دور كبير في قلب قواعد العلم و أن تلك القواعد ممكن أن تتحول إلى نكت، ما زال البعض يصر على أن هناك (قوانين لا تتغير)، و ما علم المسكين أنه باختراع المجهر - مثلاً - عرف العالم بأن هناك مخلوقات أصغر منهم بمليون مرة!! رغم أن ذلك - فضلاً عن كونه غير مقبول علمياً!! - مدعاة للسخرية من العامة في السابق!.
     الحقيقة أيضاً أصل القرارات؛ و هذه مسألة قد لا يعرفها الكل، رغم أهميتها و رغم - كذلك - ممارستهم لها كل يوم تقريباً -ولو عند الرغبة في تناول الطعام!!-، فقراراتنا التي نصدرها -وهي البيضة التي يخرج منها كل شيء يعمله الإنسان - لا يمكن أن تقوم إلا بعد (انكشاف) الحقائق، و لاحظ هنا كلمة انكشاف!!، فعندما يحصل الإنسان على ما يسمى حقائق وهو بعد لم (يتحقق) منها فإنه لن يصدر أي قرار سوى قرار (التأكد من ما يسمى بالحقائق).
     أيضاً - و لعلي أختم - الحقيقة [سر النجاح]، فإذا كانت القرارات هي البيضة التي تخرج منها الأعمال، و إذا كان النجاح نتيجة لعمل ما، فإنه لا يمكن أن ننجح طالما أن أعمالنا قائمة على (أباطيل)، فإذا أردنا أن ننجح - في أي شيء - علينا أن نعرف الحقائق، أو بمعنى أدق [طريقة الحصول على الحقيقة في كل شيء]...
تم في
08:08

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق