الجمعة، 31 مايو 2013

أنواع الحقائق و الأرض الصلبة



بسم الله الرحمن الرحيم
     ذكرنا في مقال 08:08 المعنون بـ[الحقيقة و أهميتها] أهمية و تعريف الحقيقة و فصلنا قليلاً في أهمية الحقيقة، و أحببت في هذا الموضوع أن أتطرق إلى موضوع يعد من أهم المواضيع المتعلقة بالحقيقة.
     هذا الموضوع يناقش قضية (الأرض الصلبة)، فالأرض الصلبة من أهم الأمور التي يجب أن تكون موجودة في المعتقدات الحالية*، و ذلك ليستطيع الإنسان أن يجد الحقيقة، فسبب انتشار المعتقدات* بهذا الشكل الواسع رغم تأكيد بأن الحقيقة واحدة و لا بد هو (قضية الأرض الصلبة)، فأي معتقد* في هذا الوجود عبارة عن مجموعة من الحقائق، و هذه الحقائق على ثلاثة أنواع من حيث أداء مهمتها:
فالحقيقة المصدرية: هي الحقيقة التي قام من أجلها ذاك المعتقد*، وهي قداسة لا تمس، لأنها إذا مست فإن الإنسان - و بشكل تلقائي - سيذهب إلى معتقد* آخر، أو حتى يؤسس معتقد آخر، كما أنها مستحيلة الخلاف - كما سنبين ذلك-.
     و لحسن الحظ، أصبح عصر الذرة و الصاروخ أكبر عصر متخلف من ناحية المعتقدات، و باركت هذا التخلف بدعة (هذا رأيي الشخصي)، فأصبح الإنسان حر أن يعتقد بلا دليل، و إذا حشر بالأدلة و البراهين قال وهو يرتشف عصير طازج في مياه منهاتن:"هذا رأيي الشخصي!"، و حينها على (الآخر) أن يذعن!!.
          و هذه البدعة لم تكتف بزدايد نسل المعتقدات و تفرق البشر، بل إنها - و بكل أسف - جعلت (الأرض الصلبة) نوع من الدكتاتورية!، و لهذا أصبح من المعقول أن نقول بأن كل معتقد* يحوي ملايين المعتقدات*.
     و لهذا لازاماً على الإنسان أن يهتم بالحقيقة المصدرية - و قلنا أهمية الحقيقة التي ليست بشيء بلا مصدر لها في مقال سابق - لأنه بدون الحقيقة سيصبح الناس مثل الحيوانات، اوه عفواً الحيوان نستفيد منه على الأقل!!.
     و هناك مسألة الخلاف خارج المعتقد بحيث يكون المخالف لا يعتبر الحقيقة المصدرية حقيقة!، لكن الحق و الحق يقال بأن هذا (خيال علمي) و السبب ببساطة أن الحقيقة المصدرية تأتي من مصدر آخر هذا المصدر هو (القديس الأعظم)، و هذا القديس الأعظم لا يستطيع البشر أن يختلفون فيه، و حالياً - و إلى الأبد - هما أثنان لا يختلفان (الله) و (العقل)!، فهذان المصدران هما اللذان ينتجان (الحقيقة المصدرية)، لذلك فمهما يكن معتقدك* فلابد أن يكون هناك كتاب مقدس أو حقيقة مصدرية أو أرض صلبة سمها بما شئت، لكن هذا لابد.
النوع الثاني: الحقيقة الأصولية:وهي الحقيقة التي بها ننتج الحقائق الحاكمة، و هذه الحقائق الأصولية تستخدم لكشف الحقيقة داخل المعتقد نفسه. وهي نادرة الخلاف.
النوع الثالث: الحقيقة الحاكمة: وهي الحقيقة التي تحكم أقوال و أعمال البشر، وهي كثيرة الخلاف.
+ كيف نكتشف الحقيقة إذن..؟
     الكلام السابق هو - مقدمة لجواب السؤال - و حتى لا نشطح في كلام غير مفهوم فلنمثل بأمثلة تكون على شكل معادلات!!
شخصان مختلفان في حقيقة حاكمة و هما يؤمنان بنفس الأصول، فيعودون للأصل الذي أنتج تلك الحقيقة.
لكن اكتشفا -و هذا نادر- أن أحدهما لا يؤمن بذاك الأصل و إنما له أصل آخر فيعودان للحقيقة المصدرية، لكن أكتشفا أنهما مختلفي المعتقد* - و هذا مستحيل لكنه ممكن في معتقدين مختلفين- فيعودان للقديس الأعظم، و طبيعي أن لا يختلفان فيه، فالكثير يؤمن بالله و الكل يؤمن بالعقل.
     بقي أن نشير أنه يتوجب على كل معتقد أن يوجد (علم خاص) يدرس و يناقش الحقيقة الأصولية، لأنه حال عدم وجود هذا العلم لن نتمكن من الوصول للحقيقة، كما يتوجب عليه أن يوجد أدبيات أو نصوص تبين حقيقته المصدرية، أما مسألة (الله) فهناك القليل لا يؤمن بكونه - جل و عز - مصدراً - بغض النظر عن المعتقد - و حينها يكون العقل هو الشيء الذي لا يستطيعون إنكاره لأنه لابد من إيجاد مصدر للحقيقة المصدرية، و عن طريقه يتم النقاش في عدم حقيقة الحقيقة الأصولية التي بنى بها هذا الشخص حقيقته الحاكمة.
------
* المعتقد أو المعتقدات هي الأمور التي يصدقها الإنسان و ينطق بها و ينفذها، و لذاك فهي تشمل الأديان و الأفكار و المذاهب بل و الأحزاب السياسية و القضايا القانونية و كذلك العلمية.
تم في
01:09

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق